
دور الموضة في التعبير عن الهوية
دور الموضة في الهوية يأتي من كون الملابس أداة قوية للأفراد للتعبير عن هويتهم وإقامة علاقات داخل المجتمع.
لقد كانت الموضة دائمًا جانبًا حاسمًا من الوجود الإنساني، حيث أثرت على الطريقة التي يقدم بها الأفراد أنفسهم للعالم وينقلون هوياتهم.
يمكن أن تعكس اختيارات الملابس الأذواق الشخصية والمعتقدات والقيم والخلفيات الثقافية، مما يجعل الموضة أداة قوية للتعبير عن هوية الفرد.
وتتجاوز الموضة غرضها النفعي وتعمل كوسيلة للتعبير عن الذات وتكوين الهوية والتفاعل الاجتماعي، ومن خلال الاستفادة من الأنماط والألوان والأنماط الشخصية، يؤكد الأفراد هوياتهم الفريدة ويعززون الروابط الهادفة مع الآخرين داخل المجتمع.
ومع استمرار تطور الموضة، يظل دورها في تشكيل الهوية الشخصية وتسهيل التماسك الاجتماعي لا غنى عنه.
وبعيدًا عن التعبير الفردي، تعمل الموضة كلغة عالمية تسهل التواصل الاجتماعي والانتماء، عندما يقوم الأفراد بمواءمة تفضيلاتهم الأسلوبية مع اتجاهات الموضة السائدة أو الحركات الثقافية الفرعية، فإنهم يشيرون إلى انتمائهم إلى مجموعات أو مجتمعات اجتماعية معينة.
من خلال جماليات الموضة المشتركة، يمكن للأفراد العثور على أقرانهم ذوي التفكير المماثل، وإقامة علاقة، وتنمية الشعور بالانتماء داخل دوائرهم الاجتماعية.
كيف يتحقق دور الموضة في الهوية
دور الموضة في الهوية وتعزيز العلاقات مع الآخرين يتحقق من خلال الأنماط والألوان والأسلوب الشخصي.
1. الأسلوب الشخصي
هو انعكاس لشخصية الفرد وقيمه وتأثيراته الثقافية، سواء اختار شخص ما ملابس بسيطة، أو مجموعات انتقائية، أو قطع عتيقة، فإن اختياره للملابس ينقل رسائل دقيقة حول هويته وما يمثله، ومن خلال تنسيق أسلوب شخصي فريد، يمكن للأفراد تأكيد هويتهم وتمييز أنفسهم ضمن سياق اجتماعي أكبر.
2. الألوان
تلعب الألوان أيضًا دورًا حاسمًا في الموضة، حيث أن لديها القدرة على إثارة المشاعر ونقل المعاني. على سبيل المثال يمكن أن يشير ارتداء الألوان النابضة بالحياة إلى الثقة والإيجابية، في حين أن الألوان الصامتة قد تشير إلى التطور أو التأمل.
ومن خلال اختيار الألوان بشكل استراتيجي في ملابسهم، يمكن للأفراد إظهار سمات محددة والتواصل مع الآخرين الذين يترددون في لوحات الألوان المماثلة، وبالتالي تسهيل الروابط الاجتماعية.
3. الأنماط والزخارف
تضيف الأنماط والزخارف عمقًا وتعقيدًا إلى خيارات الأزياء، مما يسمح للأفراد بالتعبير عن الجوانب الدقيقة لهويتهم. سواء كانت مزينة بطبعات الأزهار أو الأشكال الهندسية أو الرموز الثقافية، يمكن للملابس التي تتميز بأنماط مميزة أن تثير المحادثات وتقيم روابط بين الأفراد الذين يشتركون في اهتمامات مشتركة أو خلفيات ثقافية.
دور الموضة في الهوية كوسيلة للتعبير والتمكين
تعمل الموضة كوسيلة تعبيرية تسمح للأفراد بالتعبير عن شخصياتهم وأذواقهم وتفردهم للآخرين، غالبًا ما يستخدم الأشخاص الملابس كلوحة فنية لتقديم الصورة التي يريدون تصويرها، مما يشير إلى تفردهم وقيمهم واهتماماتهم للعالم الخارجي. إن تنوع الأزياء يمكّن الأفراد من تكييف أسلوبهم مع المواقف والبيئات المختلفة، مما يعكس إحساسهم المتطور بالذات.
يمكن للملابس تمكين الأفراد من خلال تعزيز ثقتهم واحترامهم لذاتهم، عندما يشعر الناس بالراحة والثقة في ملابسهم، فمن المرجح أن يظهروا صورة ذاتية إيجابية، مما قد يؤثر بشكل كبير على تفاعلاتهم وعلاقاتهم مع الآخرين. يمكن للقوة التحويلية للأزياء أن تساعد الأفراد على التغلب على الشك الذاتي واحتضان ذواتهم الحقيقية.
غالبًا ما تكون الموضة بمثابة تعبير واضح عن الهوية الثقافية، حيث يمكن أن تعكس اختيارات الملابس الخلفية العرقية للشخص وتقاليده وتراثه. يمكن لأنماط وأنماط وألوان معينة من الملابس أن تكون بمثابة دلالات ثقافية قوية، حيث تنقل ثروة من المعلومات حول هوية الشخص وانتماءاته الثقافية.
في حين أن الموضة يمكن أن تكون وسيلة للاحتفال بالتنوع الثقافي، فإنها يمكن أن تؤدي أيضًا إلى الاستيلاء الثقافي عندما يتم تسليع عناصر ثقافة ما واستخدامها خارج السياق من قبل ثقافة أخرى.
غالبًا ما تظهر الثقافات الفرعية كاستجابة للثقافة السائدة، وتشكل هوياتها الفريدة ورموزها الجمالية، ولا يمكن تجاهل قوة الموضة في تشكيل الهويات الفردية.
كان للموضة ولا يزال تأثير كبير على الهوية الشخصية للفرد، وتؤثر إلى حد كبير على ما يصبح عليه الشخص، وتلعب الملابس دورًا محوريًا في الثقافات الفرعية، حيث تميز الأعضاء عن التيار الرئيسي وتعزز الشعور بالانتماء داخل المجموعة.
دور الموضة في الهوية الاجتماعية
عبر التاريخ كان يُنظر إلى الموضة والمظهر على أنهما تعبير عن الطبقات الاجتماعية أو القيم والمعتقدات الثقافية المتنوعة من خلال قواعد اللباس وتغيير الصورة.
من القبائل الأفريقية إلى الدول الأوروبية ، استخدمت جميع المجتمعات الموضة كأداة لتوحيد المجموعات المتجانسة نسبيًا وتصنيف الأفراد اجتماعيًا.
ترتبط الهوية الاجتماعية ارتباطًا وثيقًا بالمكانة وبالانتماء إلى مجموعة ما، ويشمل عمليات التصنيف والتحديد والمقارنة والتمييز المتصور.
يتعرف الناس على مجموعات معينة ويتصرفون كجزء منها، يُترجم هذا في الموضة إلى اختيارات واعية للملابس والصورة لتعكس الانتماء إلى مجموعة ما، وترتبط الهويات الاجتماعية بالمكافآت والحقوق بقدر ارتباطها بالعقوبات والالتزامات.
كانت الملابس في الماضي تمثل ممتلكات ثمينة، يمكن تداولها كعملة أو رهنها أو تركها كأشكال من الممتلكات للأقارب بعد الموت، ولأغنياء فقط هم من يستطيعون شراء أكثر من قطعة ملابس، واستمر هذا الوضع حتى بعد الثورة الصناعية، عندما كان رجال الطبقة العاملة عمومًا لا يستطيعون شراء سوى بدلة واحدة تم استخدامها حرفيًا مدى الحياة لمجموعة متنوعة من الأغراض.
في الهياكل الاجتماعية الصارمة في الماضي، كانت الموضة تحدد حدود المكانة، في حين أنها أصبحت في الآونة الأخيرة مرتبطة بشكل أوثق بالحدود الجنسانية والثقافية. وهكذا فإن الهويات الاجتماعية التي يتم تصويرها من خلال الموضة تم ربطها أيضًا بشكل من أشكال التصنيف والتمييز. الموضة والمظهر يدوران حول الانتماء الاجتماعي، لكنهما في نفس الوقت يتعلقان بالمسافة الاجتماعية.
الثورة الصناعية جعلت الملابس في متناول الجميع، وأصبحت الموضة تعبيراً عن الأسلوب وليس تعبيراً عن الثروة أو الطبقة، لقد تم التركيز بشكل متزايد على الاختيارات الفردية والفئات الاجتماعية.
إنشاء الهوية هو عملية اجتماعية مستمرة يقوم فيها الأفراد باستمرار ببناء وتفكيك العناصر المحددة، وتعتبر الملابس أدوات مهمة في هذه العملية، حيث تسمح للناس بالتعبير عن أفكارهم وقيمهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم وأسلوبهم.
الموضة هي منتج ثقافي يتضمن إنشاؤه ثلاث مراحل رئيسية هي الإنتاج والتبني والاستهلاك، وتؤثر هذه المراحل على بعضها البعض بشكل مستمر، ويلعب المستهلك دورًا رئيسيًا.
يلعب الأفراد دورًا نشطًا ليس فقط في تبني واستهلاك الموضة، كما يشاركون في إنشائها، في حين أن إملاءات الموضة كانت تنتشر في الماضي من الأعلى إلى الأسفل، فإن الموضة في مجتمعات ما بعد الحداثة تتأثر من الأسفل إلى الأعلى، من الشوارع إلى بيوت الأزياء.
دور الموضة في الهوية السعودية
رغم التطور التقني الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية وانفتاحها على العالم، إلا أن التوجه العام في المملكة هو الحفاظ على الهوية في المجال الثقافي عامة وفيما يتعلق بالأزياء خاصة، حيث تشترط الجهات الحكومية على موظفيها الالتزام بالزي الوطني.
وفيما يتعلق بأزياء النساء والتي شهدت تنوعًا أكثر من الملابس الرجالية مازالت تستلهم في تصميماتها الازياء التراثية السعودية، والتي تعد عناصرها كثيرة نظرًا لتعدد المناطق والقبائل وانتشارها على مساحة جغرافية واسعة، وفيما يلي عدد من عناصر ونماذج هذه الازياء:
المنديل أو الشنبر أو المقرونة: منديل من الحرير الأسود، طوله متران أو أكثر وعرضه يتراوح بين 50 –60 سنتمتراً مستطيل الشكل، يطرح على الرأس مباشرة حيث يلف شعر الرأس والعنق والصدر ثم يردف إلى الخلف وتنزل أطرافه ذوات اللون الأحمر تحت الثوب الرئيسي، ويثبت بواسطة العصابة.
والشمبر أو الشنبر تلف به بعض النساء من قبائل شمال الجزيرة العربية رأسها ، ويطوى مع وسطه ليكون على شكل مثلث، ويلف على الرأس، والنساء الثريات يلففن رؤوسهـن بغطاء عرضه حوالي نصف مترا، وقد يزيد طوله عن ثلاثة أمتار، يسمى شمبر.
ويصبغ الشمبر بالأسود، ويترك نحو ستة سنتمترات لتكون هناك أشرطة حمراء على الطرفين، و يربط الشمبر بمنديل مطوي بالجبهة والرأس.
وبصفة عامة المقرونة تشير إلى الطرحة التي تضعها النساء البدويات على الرأس، وتختارها النساء الكبيرات سوداء أما النساء الصغيرات فتختارها حمراء.
العصابة :قطعة من القماش تربط حول الجبهة، وتختلف في الخامة واللون والزخرفة من مكان لآخر، وقد يستعمل بدل المقرونة عصابة من قماش ناعم، وتسمى سعفة أو مرعز أو قريشة ، وتكون من قماش منسوج على قدر من الرخاوة، وتدعى تلك العصابة شطفه.
البرقع: غطاء للوجه تظهر منه العينان، انتشر استعماله في معظم البلاد العربية، وتعددت أشكاله وألوانه وأساليب زخرفته، وهو غطاء يخفي الوجه بشكل غير كامل، فهو يحتوي على عقال من قماش محاك باليد مطرز بالحرير ومركب عليه عدة قطع نقدية، وينزل من منتصف العقال قطعة قماش قطنية ثقيلة مغطاة بشكل كامل بالقطع النقدية، ويربط بخيط يأتي من حول الرأس، وينزل من العقال سلاسل فضية كثيرة تنتهي بتعاليق أجراس وغيرها وينزل منه أيضاً خرز أزرق زجاجي.
اللثام :اسم عام لأي قطعة قماش تضعها المرأة على فمها وأرنبة أنفها، وقد يكون قطعة منفصلة، أو قد تستخدم المرأة طرف الطرحة كلثام.
البيشة (الغطوة/الغشوة): قطعة قماش من القطن الخفيف أو الفوال، تستخدم كغطاء للوجه بكامله، استخدمت في معظم الدول العربية قديماً وحديثاً باللون الأسود.
المحوثل :قميص أزرق قاتم أو أسود ذو أكمام عريضة لها حواش طوال، ويكون أطول من المرأة بمتر واحد، ويستهلك القميص قطعتين من نسيج القطن، كل منهما ستة أمتار، ويسمى القماش المستخدم مستيكا ، والنوع الأجود أبو رويشة، ويخلو ثوب المرأة من أية زخارف .
حزام الشويحي : حزام عريض منسوج من القطن الأحمر أو الأسود أو الخيوط الصوفية، وتزم المرأة ثوبها من الأمام تحت الحزام لتظل قدماها غير مقيدتين ، جاعلة الثوب يشبه التنورة .
الجبة :معطف قصير من قماش أزرق له أكمام ضيقة، ويسمى جبة، ويصنع من قماش الجوخ الماهود، وإذا كان قماشًا عاديًا يستخدم جوخ خفيف .
المزوية: لباس قديم من الصوف الجيد ذات زخرفة على الجيب، أوعباءة ترتديها المرأة فوق أزيائها ، لها أكمام ضيقة، وتغطي الذراعين حتى المعصمين.
السكرية: تشبه الشمبر تستخدمها المرأة في الحضر لتغطية الرأس في جميع الأوقات، ويختلف مسماها على حسب نوع القماش والزخرفة والمناسبة، ومن مسمياتها، أم عمود وتلبسها البنت غالباً، ترجع التسمية لوجود خطوط كثيفة مثل الأعمدة، والوبرية وهي من قماش ثقيل ملون بنقط حمراء أو خضراء أو صفراء.
الشرش أو المدرقة: زي فضفاض يصل طوله حتى الكعبين وله كمان طويلان، وهو قطعة اللباس الأساسية للنساء في بادية الشمال بعد المحوثل، وقديمًا كان يُلبس فوق المحوثل أثناء تأدية الأعمال، ومع مرور الوقت استغنت المرأة عن المحوثل واكتفت بالمدرقة.
الزبون: زي قليل الزخرفة أو بدون زخرفة إذا كان خاص للعمل، وارتدت المرأة في الحضر الزبون بصفة محدودة، أما النوع المزخرف فيلبس عند الخروج وفي المناسبات والحفلات.
المقطع :يمثل اللباس الرئيسي للمرأة في الحضر، وهو ثوب واسع وطويل، يشبه المدرقة (الشرش) إلا أنه اختلف عنها في فتحة الرقبة، حيث أنها في المقطع دائرية لها فتحة طولية في منتصف الأمام تسمح بمرور الرأس .
الكرتة: تطور للمقطع، وتتميز بوجود قصة على خط الوسط.
المفرّج :هو زي يرتدى فوق المقطع ويتكون من الأجزاء نفسها إلا أنه يتصف بالاتساع الشديد، والكم مربع الشكل،وهو يعرف بإسم الثوب في المناطق الأخرى.
المرودن :ثوب طويل يتميز بكميه الطويلين مثلثي الشكل، ويتدلى طرفاه حتى يصلا إلى الأرض، وغالبا ما يعقدان معاً ويرفعان خلف الرقبة.
زورنا على انستقرام