تاريخ العبايات في الثقافة العربية وتأثيرها على المجتمع
mohamed
mohamed
٢٨ يونيو ٢٠٢٤

تاريخ العبايات في الثقافة العربية وتأثيرها على المجتمع

تاريخ العبايات في الثقافة العربية وتأثيرها على المجتمع موضوع بحثي جديد نوع ما، فعلى الرغم من قدم العباية إلا أنها لم تحظى بالإهتمام البحثي إلا بعد أن لحقت بها العديد من التطورات، وأيضًا في ظل الاهتمام الغربي بالأزياء في المنطقة ومحاولة فهم علاقتها بالمجتمع.

في قلب الثقافة العربية والإسلامية، تبرز العباية النسائية كرمز للأناقة والتقوى، محملة بتاريخ عريق وتراث غني يمتد لآلاف السنين، وتعتبر  رمزاً للهوية والثقافة العربية الإسلامية، وتُرتديها النساء في العديد من الدول العربية والإسلامية، مع اختلافات طفيفة في التصميم والألوان حسب العادات والتقاليد المحلية.

تتمتع العباية بتاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين، حيث كانت تُرتديها النساء في الجزيرة العربية قبل الإسلام، ثم ارتبطت العباية بالدين الإسلامي، حيث تُعد رمزاً للحشمة والاحترام.  

ولكن في الآونة الأخيرة، شهدت العباية تطوراً ملحوظاً، حيث تتنوع تصاميم العبايات بشكل كبير، من العبايات البسيطة والسوداء إلى العبايات المطرزة والمزخرفة بألوان زاهية، كما تتوفر من مختلف الأقمشة، مثل الشيفون والحرير والقماش القطني، حيث أصبحت أكثر عصرية وأناقة، مع احتفاظها بجوهرها كرمز للهوية والثقافة..

ما هي العباية في الثقافة العربية ؟

  تاريخ العبايات في الثقافة العربية وتأثيرها على المجتمع حدد شكل العباية المعاصرة كخط عام لا تتجاوزه التصاميم المتنوعة، فهي ثوب فضفاض طويل ويُغطي الجسم بالكامل ، يُصنع عادةً من الأقمشة السوداء، لكن قد تأتي العباية بألوان أخرى أيضًا، ويتم ارتداؤها عادةً مع حجاب أو خمار يغطي الرأس والرقبة.

تُعتبر العباية جزءًا مهمًا من زي النساء في بعض الثقافات العربية والإسلامية، وتستخدم في مختلف المناسبات الاجتماعية والدينية، ويمكن أن تكون العباية النسائية جزءًا من الأزياء الرسمية في بعض البلدان العربية، حيث قد تكون هناك متطلبات قانونية أو اجتماعية لارتدائها في بعض المناسبات الرسمية أو في الأماكن العامة.

   دون إخلال بالخط العام للعباية وارتباطها بالتقاليد والأعراف،  تتنوع تصاميم العبايات النسائية بشكل كبير، حيث تأتي بألوان وأنماط مختلفة، وقد تزين بالتطريزات والزخارف الجميلة، كما تُصنع العبايات من مواد مختلفة مثل القطن، الحرير، الشيفون، والكريب.


 العباية الخليجية:هي عباية فضفاضة وواسعة ذات أكمام طويلة،  تُرتدى عادةً مع حجاب أسود، ونظرًا للاجواء الحارة عادة ما تكون مصنوعة من أقمشة خفيفة الوزن مثل الشيفون أو الكريب، غالبًا ما تزينها تطريزات أو نقوش معقدة، ويتم ارتداؤها عادةً مع نقاب أو حجاب يُغطي الرأس والرقبة.

العباية المصرية : عادةً ما تكون العباية المصرية أقصر قليلًا من العباية الخليجية، بحيث تغطي كامل الجسم من أعلى إلى أسفل لكتها لا تلمس الأرض عادة، ونظرًا للاختلاف الكبير بين درجات الحرارة في الصيف والشتاء فإن الأقمشة التي تصنع منها تختلف بشكل واضح من الصيف إلى الشتاء.

العباية المغربية (القفطان): تتحقق فيها شروط الهوية العربية إلا أن تصميمها مختلف بوضوح عن بقية العبايات العربية، ووتتميز الخياطة التقليدية للقفطان بانتمائها إلى مناطق مغربية مشهورة. فالخياطة الفاسية تتميز بأصالة عريقة تمزج بين أصالة الإتقان والخيوط «الصقلي» المترقرقة باللمعان، وهناك الخياطة الرباطية التي يطلق عليها أيضا الخياطة المخزنية، لأنها تجعل من الثوب قفطانا فضفاضا.

   وأما التطريز المغربي للقفطان من أهم أنواعه الطرز النطع الفاسي وهو طرز بخيوط رقيقة من الذهب والفضة وينسج به قفطان النطع المغربي الشهير، وطرز الحساب الفاسي، طرز الرقيم الرباطي، طرز التعريجة التطواني، الطرز الشاوني وطرز السبع الزموري.


أنواع العبايات في الثقافة العربية

تاريخ العبايات في الثقافة العربية وتأثيرها على المجتمع لم يمنع التنوع، الذي فرضته المناسبات وأحوال الطقس، وكذلك التأثر بالثقافات الأخرى مع الالتزام  بالخط العام، إلى جانب أن فن تصميم العبايات أصبح منتشرًا في المنطقة.

العبايات  


العبايات في الثقافة العربية حسب نوع القماش:

·   عبايات الكريب،  تتميز بثقلها وانسيابها وأناقتها، وتأتي بلمسة نهائية ناعمة أو متموجة، وتناسب مختلف المناسبات.

·   عبايات الشيفون،  خفيفة ورقيقة وناعمة، مناسبة للمناخات الحارة وصيفًا، تأتي بألوان زاهية ونقوش مميزة، وتناسب الإطلالات النهارية.

·   عبايات الحرير، فخمة وأنيقة، تتميز بنعومتها ولمعانها. مناسبة للمناسبات الرسمية والسهرات.

·   عبايات القطن، مريحة وسهلة العناية بها، مناسبة للاستخدام اليومي. تأتي بألوان هادئة ونقوش بسيطة.

·   عبايات البودرة، قماش يشبه الكريب ولكنه أكثر نعومة،  مناسب للشتاء وأوائل الربيع.


العبايات في الثقافة العربية حسب التصميم:

·   عباية كلوش، تصميم بسيط وفضفاض، يناسب جميع الأذواق والأشكال، ضيق من أعلى ويتسع كلما اتجه إلى الأسفل بما يشبه الجرس.

·   عباية خفاش، واسعة من منطقة الأكتاف وتضيق تدريجيًا نحو الأسفل، مناسبة لذوات القامة الطويلة.

·   عباية بشت،عباية تقليدية خليجية، تتميز بتصميمها الواسع والمزين بالتطريزات.

·   عباية كيمونو: مستوحاة من الزي الياباني، تتميز بأكمامها الواسعة وفتحة أمامية طويلة.

·   عباية جلابة، عباية مغربية تقليدية، تتميز بقصتها المميزة وفتحتها الجانبية.

·   العباية العصرية، تتميز بتصاميم معاصرة وأحدث صيحات الموضة، حيث قد تتضمن قصات مميزة وزخارف جميلة واستخدام الألوان الزاهية والنقوشات الجريئة.

·   العباية الرياضية، تصميم مريح وعملي يناسب الأنشطة اليومية والتنقلات، وتكون مصنوعة من مواد مطاطية وخفيفة تسمح بحركة الجسم بسهولة.


العبايات في الثقافة العربية حسب المناسبة:

·   عبايات يومية، بسيطة وفضفاضة ومريحة، مناسبة للاستخدام اليومي.

·   عبايات رسمية، أنيقة وفخمة، مناسبة للمناسبات الرسمية والسهرات.

·   عبايات سهرة، براقة ولامعة، مناسبة لحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة.

·   عبايات صيفية، خفيفة ورقيقة وناعمة، مناسبة للمناخات الحارة.

·   عبايات شتوية، سميكة ودافئة، مناسبة للشتاء وأوائل الربيع.

تأثير العباية على المجتمع العربي المسلم

 تاريخ العبايات في الثقافة العربية وتأثيرها على المجتمع شديد الوضوح ، ويمتد إلى العديد من الجوانب الاجتماعية و والدينية والاقتصادية، وفيما يلي بعض الجوانب التي تبرز تأثير العباية على المجتمع العربي المسلم:

التعبير عن الهوية الدينية: تعتبر العباية رمزاً بارزاً للهوية الإسلامية والتزام المرأة بالقيم والتقاليد الدينية. من خلال ارتدائها، تعبر المرأة عن انتمائها الديني والالتزام بالحشمة والتواضع المطلوبين في الإسلام.

تعزيز القيم والأخلاق: يعتبر ارتداء العباية جزءًا من ممارسات الحشمة والتقوى في المجتمع الإسلامي، مما يسهم في تعزيز القيم الأخلاقية والدينية في المجتمع.

تقوية الانتماء الثقافي: تعتبر العباية جزءاً من الزي التقليدي في العديد من الثقافات العربية، وبالتالي فهي تسهم في تقوية الانتماء الثقافي والتمسك بالتراث والتقاليد العربية.

تعزيز التواصل الاجتماعي: يُعتبر ارتداء العباية في المناسبات الاجتماعية والدينية تعبيراً عن الاحترام والتقدير، مما يعزز التواصل والتآزر في المجتمع.

التأثير الاقتصادي: تُعد صناعة العباية صناعة مزدهرة في العديد من الدول العربية، وتُوفر هذه الصناعة فرص عمل للعديد من الأشخاص، من مصممي الأزياء إلى الخياطين والتجار.


تاريخ العبايات في الثقافة العربية

   تاريخ العبايات في الثقافة العربية وتأثيرها على المجتمع له جذور لأنها تُعد من أقدم الأزياء النسائية في العالم العربي، حيث يعود تاريخها إلى العصور القديمة، ويرى الخبراء أن أصلها يعود إلى بلاد الرافدين، حيث كانت تُستخدم كغطاء للرأس والجسم لحماية النساء من العوامل الجوية.


تاريخ العباءة ما قبل الإسلام:  يمكن إرجاع أصول العباءة إلى فترة ما قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية، حيث ارتدت النساء ملابس مماثلة كشكل من أشكال الحماية من ظروف الصحراء القاسية، وكانت هذه الملابس، المعروفة باسم الخمار أو الحجاب، مصنوعة عادةً من أقمشة سميكة وخشنة توفر التغطية والحماية من الشمس والرمال.


تاريخ العباءة بعد الإسلام: خلال السنوات الأولى للإسلام، استمر ارتداء العباءة لكن وفق مفهوم جديد هو الحشمة والبعد عن الإغواء، والالتزام بالتواضع والتقوى، فضلاً عن أنها وسيلة تحمي بها المرأة نفسها من محاولات إنتهاك خصوصيتها.

   وأصبحت العباءة جزءًا لا يتجزأ من ملابس النساء المسلمات في أجزاء كثيرة من العالم، وفي بعض البلدان تعتبر العباءة شكلاً إلزاميًا من أشكال اللباس للنساء في الأماكن العامة، وفي بلدان أخرى، يتم ارتداؤه طوعًا كاختيار شخصي.


العباءة في عصر العولمة: لم تغير العولمة وجه العباءة فحسب، بل طريقة شرائها أيضًا وبيعها شخصيًا أو عبر الإنترنت، في الأصل  كانت العباءات تُصنع حسب الطلب من الخياطات أو شراؤها في الأسواق ومراكز التسوق.

كان لدى النساء في المدن الكبرى مجموعة واسعة من الخيارات، بينما كان على آخرين السفر مسافات أكبر للحصول على علامات تجارية مختلفة، لكن بفضل التقنيات الجديدة، أصبح بإمكان النساء في دول الخليج العربي شراء عباءاتهن من  أي مكان في المنطقة، أو حتى في جميع أنحاء العالم.


عباءة الموضة: كانت العبايات التقليدية باللون الأسود عادة، ومصنوعة من أقمشة سميكة وثقيلة، وتتميز بالحد الأدنى من الزخارف، لكنها اليوم تطورت من شكلها التقليدي لتشمل مجموعة واسعة من الأساليب والألوان والتصاميم.

وأصبحت العباءة الجديدة، التي يطلق عليها اسم "عباءة الموضة"، متاحة في مجموعة مذهلة من القصات والألوان والأقمشة المطرزة  بعدد لا يحصى من وحدات التصميم والتطريز، حيث يستلهم  العديد من المصممين من نفس الأزياء الغربية


 تاريخ العباية في السعودية: ليلى البسام أستاذة تاريخ الأزياء والمنسوجات التقليدية في كلية التصاميم والفنون في جامعة الأميرة ، توضح أن العباءة السوداء بشكلها الحالي جاءت المملكة العربية السعودية من العراق أو سوريا منذ عقود، وأصبحت شائعة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود.

وتؤكد البسام أن  العباية التقليدية السوداء و التي تشبه في خطوطها البشت الرجالي، عمت المناطق جميعها مع توحيد المملكة وتقول ”لم تكن السيدات يرتدين العبايات في الكثير من المناطق آنذاك، حتى في قرى نجد، إذ كانت الثياب التقليدية ساترة بحد ذاتها، وفي مدن الحجاز كانت هناك عدةّ أشكال ترتديها المرأة للتستر عند الخروج، ثم ظهرت  العباية الحريرية التي تُلبس مثل الشال وتُرفع على اليدين ليظهر الفستان من تحتها وانتشرت بين الشابات تحديداً، ثم جاءت عباية الكتف التي تسدل إلى الأرض، وصولاً إلى العباية الحديثة التي تشبة الدقلة في تصميمها وأصبحت تختلف بألوانها وأقمشتها حتى أصبحت مجالاً للتصميم وللتجارة“.

   ولم تكن النساء ترتدين العباءة قبل عقود، وكنَّ نادراً ما يغادرن المنزل إلا في أضيق الحدود، وعند الخروج من المنزل كنّا يرتدين قطعة قماش مصممة خصيصًا لذلك تسمى المشلح، لكن في فترة لاحقة سرعان ما انتشرت العباءة بشكلها التقليدي المعروف في المجتمع السعودي.

   وتم إلزام الفتيات رسميًا بالعباية في المدارس المتوسطة السعودية عام 1955م، عندما توافرت فرص التعليم.